في خطوة تبدو وكأنها مقتبسة من أفلام الخيال العلمي، كشفت الصين عن مشروع طموح وغير مسبوق للطاقة المتجددة، يتمثل في بناء محطة شمسية ضخمة تدور في الفضاء على ارتفاع 36 ألف كيلومتر فوق سطح الأرض.
هذه المحطة العملاقة، التي تبلغ مساحتها كيلومتراً مربعاً كاملاً، ستعمل على إنتاج 100 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء سنوياً، في إطار جهود الصين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 وتثبيت ريادتها في مجال الطاقة النظيفة.
المحطة الشمسية الفضائية ستوضع في مدار جغرافي ثابت يضمن بقاؤها فوق نفس النقطة على الأرض، ما يعني قدرة على توليد الطاقة باستمرار دون انقطاع، سواء في الليل أو خلال الظروف الجوية السيئة، وهو ما يميزها بشكل كبير عن محطات الطاقة الشمسية الأرضية.
وتستخدم الصين في تنفيذ هذا المشروع الضخم صاروخ "لونغ مارش_9" العملاق القادر على حمل 150 طناً في كل رحلة، مع تكنولوجيا إعادة الاستخدام لتقليل التكاليف وعدد الإطلاقات، وفق ما نقل موقع "Eco Portal" .
الميزة الأبرز لهذا النوع من الطاقة تكمن في أن ضوء الشمس في الفضاء أقوى بعشرة أضعاف مما هو على سطح الأرض، إضافة إلى أنها لا تتأثر بالغيوم أو الغبار، وتعمل على مدار الساعة دون توقف، ما يرفع كفاءة الإنتاج بشكل كبير مع الحفاظ على البيئة بتقليل الحاجة إلى مساحات أرضية واسعة.
أما التحدي الأكبر، فيتمثل في نقل الطاقة من الفضاء إلى الأرض، حيث تُحوّل إلى موجات ميكروويف تُرسل إلى محطات استقبال على الأرض، مع احتمال حدوث بعض الفاقد في هذه العملية.
وصف المهندس الصيني لونغ لاهاو المشروع بأنه أشبه بـ "نقل سد الممرات الثلاثة إلى الفضاء"، في إشارة إلى حجم الطموح والتحدي، إذ يعتبر سد الممرات الثلاثة أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في العالم.
بهذا المشروع، لا تسعى الصين فقط إلى قيادة قطاع الطاقة الشمسية على الأرض، بل ترفع سقف الطموح ليشمل الفضاء، لتكون في طليعة الدول التي تضيء مدن المستقبل عبر محطات طاقة فضائية متطورة.