شهدت محافظة السويداء حادثة أمنية خطيرة بعدما اقتحمت مجموعة مسلحة خارجة عن القانون مبنى المحافظة، وهددت المحافظ الدكتور مصطفى البكور بالسلاح، إضافة إلى استيلائها على مقتنياته الشخصية.
الهدف من الاقتحام كان الضغط على السلطات للإفراج عن الموقوفين راغب قرقوط وضياء برجاس، المتهمين بجرائم سرقة.
وبعد اطلاع النائب العام على الحادثة، تم الإفراج عن الموقوفين مقابل إطلاق سراح المحافظ، الذي غادر لاحقًا محافظة السويداء متوجهًا إلى دمشق.
الشيخ باسم أبو فخر، المتحدث باسم حركة رجال الكرامة، نفى صحة الأنباء التي تحدثت عن احتجاز أو ضرب المحافظ، واصفًا ما جرى بأنه موقف مخزٍ بحق الجبل وأهله.
وأكد في تصريح خاص لمنصة "تأكد" أن مبنى المحافظة كان تحت حماية مجموعة من "لواء الجبل"، لكن المجموعة المسلحة التي اقتحمته كانت أكبر عددًا، وتمكنت من رفع السلاح في وجه الحرس دون حصول أي اشتباك أو اعتداء جسدي.
وأوضح أن الدكتور مصطفى البكور كان يتابع شخصيًا قضية الموقوف، في محاولة لاحتواء غضب الأهالي، وكان من المقرر إخلاء سبيله يوم الأربعاء، إلا أن المجموعة المسلحة اقتحمت المبنى قبل الموعد المحدد، وأكد أبو فخر أن المحافظ أنهى دوامه في الخامسة مساءً وغادر إلى دمشق سالمًا.
وأشار إلى أن الحادثة أثارت استياء واسعًا بين وجهاء المحافظة، ما دفع مشيخة العقل والفصائل المحلية إلى التنسيق لنشر عناصر الشرطة في المدينة، اعتبارًا من صباح الخميس، بدعم من الفصائل العسكرية، لاستعادة الأمن والاستقرار.
تزامنًا مع هذه التطورات، انتشرت عناصر من حركة رجال الكرامة ولواء الجبل في أحياء مدينة السويداء، تنفيذًا لتوجيهات مشيخة العقل و وجهاء المحافظة، بهدف دعم الضابطة العدلية ومنع تكرار الحوادث الأمنية.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمحافظ السويداء، جاء ما يلي :
في واقعةٍ خطيرة تهدِّد السلم الأهلي، اقتحمت مجموعةٌ مسلَّحة خارجة عن القانون مبنى محافظة السويداء، بهدف إخراج «راغب قرقوط» المُدان بعدة سرقات سيارات قبل السقوط وخلال تواجده بدمشق.
المجموعة كانت بقيادة «فادي نصر»، وبدعم من المدعو «طارق المغوش»، وآخرين، اقتحمت مبنى المحافظة بالتزامن مع تواجد المحافظ الدكتور «مصطفى البكور»، وبعض العاملين في المبنى.
وقد أشهر المهاجمون أسلحتهم الرشاشة في وجه المحافظ والموظفين، وحرس المبنى، بعد أن أغلقوا الأبواب، مُتذرِّعين بمطالبةٍ غير قانونية بإخراج محتجز في قضية سرقةِ سيارات، والذين تربطهم به صلة قرابة.
تحت ضغط السلاح وخطورة الموقف جرى إطلاق سراح الشخص المُدان، علمًا أن المجموعة ذاتها متورطة بأحداث سرقة مماثلة.
وعلى إثر الحادثة تدخَّلت فصائلُ السويداء الوطنية وعلى رأسها، لواء الجبل الذي عمل على طرد المجموعة الخارجة عن القانون، واستنفرت حركة رجال الكرامة، وعملت على تأمين طريق خروج المحافظ من المكان.
نؤكِّد _وبكل حسم_ أنَّ فرضَ القانون وحمايةَ الأمن في محافظة السويداء هو خيارٌ لا رجعةَ عنه، وسنعمل يدًا بيد مع كلِّ الوطنيين الغيورين من أبنائها لضمان استقرارها.
ولن نتهاونَ في مواجهة أيِّ محاولةٍ لزعزعة الأمن أو المساس بمؤسسات الدولة، ولن نسمحَ لأيِّ كان أن يُشَرْعِنَ العنفَ أو الفوضى تحت أيِّ ذريعة.