الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل إدارة سلاسل التوريد في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية

أوضح أندرو بيل، كبير مسؤولي المنتجات في شركة "كيناكسيس" المتخصصة في برمجيات إدارة سلسلة التوريد، أن الشركات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم منتجاتها وموادها الخام، بالإضافة إلى تحليل العوامل الخارجية مثل الأخبار والبيانات الاقتصادية.

ووفق شبكة "CNBC"، قال بيل: "باستخدام هذه المعلومات، يمكننا البدء في إجراء بعض عمليات المحاكاة، مثل: إذا كان هناك جزء محدد في مواد البناء لديك يخضع لرسوم جمركية مرتفعة، فماذا يحدث إذا استبدلته بجزء آخر؟ ما هو الأثر الإجمالي؟".

وجاءت هذه التحركات استجابةً للرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة، التي دفعت كبرى الشركات مثل "وول مارت" و"نايكي" إلى تعديل استراتيجياتها التسعيرية وسلاسل التوريد الخاصة بها، في وقت بلغت فيه قيمة الواردات الأمريكية 3.3 تريليون دولار خلال العام الماضي.

أشار زاك كاس، الخبير المستقبلي والرئيس السابق لاستراتيجيات طرح المنتجات في OpenAI، خلال مشاركته في منتدى "أمبروسيتي" بإيطاليا، إلى أن التقلبات الجمركية تشكل فرصة مثالية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

وقال كاس: "إن حالة عدم اليقين بشأن إجراءات الرسوم الجمركية الأميركية تُشكّل على الأرجح فرصة مثالية لتألق الذكاء الاصطناعي".

وأضاف كاس أن هذه التقنيات توفر حلاً عملياً في ظل صعوبة الاعتماد على الأساليب التقليدية، خاصة مع تعذر التكيف السريع للقوى العاملة.

من جهته، كشف ناجيندرا باندارو، الشريك الإداري في "ويبرو"، أن عملاء الشركة يعتمدون على حلول الذكاء الاصطناعي لإدارة استراتيجيات الموردين وتعديل مسارات التجارة بشكل ديناميكي.

وأوضح باندارو أن "ويبرو" تستخدم مجموعة متنوعة من أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدءاً من نماذج اللغات الكبيرة ووصولاً إلى تقنيات الرؤية الحاسوبية، لمراقبة عمليات النقل عبر الحدود.

ورغم عدم الكشف عن هوية العملاء، أشار باندارو إلى أنهم يشملون شركات كبرى في قطاعي الإلكترونيات وقطع غيار السيارات، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يعزز الاستراتيجيات التجارية دون أن يحل محلها، قائلاً: "الذكاء الاصطناعي أداة تمكينية قوية، لكنه ليس حلاً سحرياً.. فهو يعزز الاستراتيجيات عبر تحويل التجارة العالمية من تحدٍّ تفاعلي إلى ميزة استباقية".

شكّل الذكاء الاصطناعي أولوية استثمارية للشركات العالمية حتى قبل الإعلان عن الزيادات الجمركية الأخيرة، حيث أظهرت دراسة لـ “كابجيميني" أن غالبية قادة الأعمال يعتبرونه من أهم التقنيات الواجب تعزيزها بحلول 2025.

بدوره، أكد أجاي أغاروال، الشريك في "باين كابيتال فينتشرز"، أن جودة البيانات تظل عاملاً حاسماً في نجاح حلول الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن إحدى الشركات التابعة للمحفظة، وهي "فوركايتس"، تساعد الشركات على تقييم الآثار اللوجستية لتغيير الموردين باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وحذر من أن خفض الرسوم الجمركية قد يأتي على حساب زيادة تكاليف الشحن وفترات التسليم، مما يبرز أهمية التوازن في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.