شركة "أنثروبيك" تشدد قيودها التكنولوجية لاستبعاد الكيانات الصينية حماية للأمن القومي الأمريكي

فرضت شركة "أنثروبيك" الأمريكية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي قيوداً جديدة تحد من وصول الخدمات والمنتجات التي تقدمها لأي شركة تمتلكها الصين أو كيانات صينية حصصاً أغلبية فيها، وذلك في خطوة وصفتها الشركة بأنها تهدف إلى "منع خصم للولايات المتحدة من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وتهديد الأمن القومي الأميركي".
وجاء هذا الإعلان في بيان للشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، حيث أوضحت أنها ستوسع نطاق القيود التي تفرضها بالفعل على الأنظمة "السلطوية" ليشمل عمليات هذه الكيانات في الخارج أيضاً.
وعللت "أنثروبيك" قرارها في تدوينة نشرتها يوم الجمعة مشيرة إلى أن الكيانات الصينية "قد تستغل قدراتنا لتطوير تطبيقات وخدمات تخدم في نهاية المطاف خدمات عسكرية واستخباراتية عدائية وأهدافاً سلطوية أوسع". وأضافت: "مثل هذه الأنظمة قد تستخدم النماذج الإلكترونية للشركة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لديها، والتنافس على الصعيد العالمي مع شركات موثوقة في الولايات المتحدة ودول حليفة".
ويأتي هذا القرار متواكباً مع تأييد داريو أمودي، رئيس الشركة، لفرض عقوبات تكنولوجية على الصين، خاصة في أعقاب الإعلان عن النموذج المتطور للذكاء الاصطناعي الذي طرحته شركة "ديب سيك" الصينية في وقت سابق من هذا العام، مما فاجأ صناعة التكنولوجيا الأمريكية.
وعلى الرغم من أن "أنثروبيك" لم تسمّ الشركات التي ستشملها القيود بشكل صريح، إلا أن القرار يستهدف بشكل واضح شركات صينية كبرى مثل مجموعة "علي بابا" و"بايت دانس"، والتي انضمت إلى "ديب سيك" في سباق محموم لابتكار تطبيقات ذكاء اصطناعي قادرة على منافسة شركات أمريكية رائدة مثل "أوبن إيه أي".
يذكر أن "أنثروبيك"، التي تصل قيمتها السوقية إلى 183 مليار دولار وتعد المطورة لنموذج الذكاء الاصطناعي الشهير "كلاود"، تتخذ هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه مخاوف صناع السياسات في الولايات المتحدة من اتجاه الصين لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير تطبيقات عسكرية متطورة، كالمسيرات ذاتية القيادة وأنظمة التسليح الذكية، والتي يُعتقد أنها قادرة على تحويل مجرى الصناعات العسكرية حول العالم.