في إنجاز بيئي لافت، أعلن خبراء في المملكة المتحدة عن رصد زهرة أوركيد نادرة تُعرف باسم "خف السيدة الأصفر" ( Lady’s_,slipper orchid ) في البرية البريطانية، وذلك للمرة الأولى منذ قرن كامل، بعد جهود استمرت لعقود للحفاظ عليها وإعادة دمجها في بيئتها الطبيعية.
* زهرة من زمن العصر الفيكتوري :
تُعد هذه الزهرة من أندر أنواع الأوركيد في العالم، وتتميز ببتلات أرجوانية زاهية وشكل فريد يشبه "خفّ السيدة"، وقد اكتسبت شهرة واسعة خلال العصر الفيكتوري (1837 _ 1901). هذا الاهتمام الكبير بها آنذاك أدى إلى الإفراط في جمعها، ما تسبب في انقراضها تقريبًا في أوائل القرن العشرين.
* اكتشاف نادر عام 1930 :
في عام 1930، تم العثور على زهرة واحدة فقط من هذا النوع في منطقة نائية ضمن منتزه "يوركشاير ديلز" الوطني شمال إنجلترا.
وحرصًا على حمايتها من السرقة أو التدمير، تم إبقاء موقعها سريًا تمامًا، وتناوب متطوعون على حراستها لمنع وصول الفضوليين أو هواة الجمع.
* العودة بعد 100 عام .. بفضل جهود بيئية مكثفة :
وفي تطور تاريخي، أعلنت مؤسسة "يوركشاير وايلدلايف تراست" بالتعاون مع مجموعات بيئية أخرى، عن رصد زهرة جديدة من "خف السيدة الأصفر" في البرية خلال يونيو 2024، وذلك في موقع مخصص لإعادة الدمج البيئي.
* دعم وتمويل لإحياء الزهرة النادرة :
وقبل عامين، حصلت المؤسسة على منحة من هيئة بريطانية لحماية البيئة، خُصصت للعناية بهذه الزهرة النادرة، والعمل على إعادة زراعتها في البيئات الطبيعية الملائمة.
وعلّق جونو ليدلي، مدير المشروع في "يوركشاير وايلدلايف تراست"، على هذا الإنجاز قائلًا :
"إن رؤية أعداد وفيرة من زهور خف السيدة الأصفر تعاود التكاثر يمنحنا أملًا فعليًا في المستقبل".
* بدايات المشروع في التسعينيات :
الجهود الحثيثة لإحياء الزهرة بدأت فعليًا في تسعينيات القرن الماضي، عندما أطلقت حدائق "كيو" الملكية مشروعًا خاصًا لتكاثر الزهرة.
وتوجّهت نداءات إلى أصحاب الزهور البرية لمساعدة الباحثين على إنقاذ هذا النوع النادر من الزوال.
وأكد مايك فاي، المسؤول عن الأبحاث في حدائق "كيو"، أن :
"محاولة إنقاذ هذه الزهرة كان لسنوات كثيرة أحد أهم مشاريع حفظ الحدائق الملكية في بريطانيا".
* رمز للأمل البيئي :
بهذا الاكتشاف النادر، تعود "خف السيدة الأصفر" إلى الحياة البرية البريطانية، لتصبح رمزًا للأمل والانتصار البيئي، بعد أن كانت على وشك الانقراض التام قبل مئة عام.
ويأمل الخبراء أن يشكل هذا الإنجاز حافزًا لمزيد من مشاريع حماية النباتات النادرة.