انقسام أفريقيا إلى شطرين .. هل نشهد ولادة قارة جديدة ؟
28 يونيو 202532 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط
16
في مشهد يقترب من الخيال العلمي، كشف علماء الجيولوجيا عن ظاهرة مذهلة قد تغيّر شكل العالم كما نعرفه، حيث بدأت قارة أفريقيا بالانقسام إلى شطرين نتيجة صدع عملاق يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب، ما قد يؤدي إلى ولادة محيط جديد وانفصال الكتلة الشرقية للقارة خلال ملايين السنين المقبلة.
بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن فريقاً من الباحثين من جامعة سوانزي البريطانية رصد نبضات متكررة من الصخور المنصهرة ترتفع من أعماق الأرض تحت منطقة عفار في إثيوبيا.
وأوضحت الدكتورة إيما واتس الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن هذه النبضات تدفع القشرة الأرضية إلى التمزق ببطء بفعل حركة الصفائح التكتونية، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى انقسام القارة.
عملية الانقسام بدأت بالفعل وتحدث حالياً بمعدل يتراوح بين 5 و16 ملم سنوياً.
وعلى الرغم من بطء هذه الوتيرة، فإن العلماء يتوقعون أن يستغرق الانفصال الكامل للقارة بين 5 إلى 10 ملايين سنة.
عند اكتمال هذا الانقسام، ستنشأ كتلتان أرضيتان ؛ إحداهما في الغرب وتضم معظم دول أفريقيا الحالية مثل مصر والجزائر ونيجيريا وغانا وناميبيا، وتمتد على مساحة تزيد قليلاً عن 10 ملايين ميل مربع، بينما تضم الكتلة الشرقية الأصغر كلاً من الصومال وكينيا وتنزانيا وموزمبيق وجزءاً كبيراً من إثيوبيا، وتبلغ مساحتها نحو مليون ميل مربع.
وقد ركز العلماء دراستهم على منطقة عفار، وهي نقطة التقاء ثلاث صفائح تكتونية :
الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن، وكلها صفائح "متباعدة"، أي تنزلق بعيداً عن بعضها.
وجمع الباحثون أكثر من 130 عينة من الصخور البركانية لتحليل بنية القشرة والوشاح الأرضي، واستخدموا بيانات ونماذج إحصائية متقدمة لفهم كيفية تفاعل هذه القوى الجيولوجية.
وأظهرت النتائج أن وشاح الأرض تحت منطقة عفار ليس مستقراً بل ينبض بحركة الصخور المنصهرة جزئياً، وهو ما يساهم في دفع الصفائح التكتونية بعيداً عن بعضها البعض، ويعزز عملية التشقق التدريجي.
ويُرجّح العلماء أن بداية هذا الانقسام تقع في خليج عدن، المسطح المائي الضيق بين اليمن وشرق أفريقيا، حيث يظهر التمزق حالياً كشق صغير يتمدد تدريجياً نحو الجنوب، في عملية شبيهة بتمزق في قطعة قماش.
بهذا، فإن قارة أفريقيا، كما نعرفها اليوم، قد لا تبقى على حالها، وتخضع ببطء شديد لتحوّل جيولوجي ضخم يعيد تشكيل ملامحها على مدى عصور طويلة قادمة.